Pages

Subscribe:

الأربعاء

الطيب والعطور في حياة الرسول (ص)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الطيب من سنن الأنبياء والمرسلين
والتطيب سنة من سنن النبي، صلى الله عليه وأله وسلم


استحباب الطيب والتطيب:

التطيب بمختلف أنواع الطيب مما يسمى طيباً، سواء كان من ورد أو عود أو ما أشبه ذلك.

وقد أكثرت الروايات في الاستحباب، ففي رواية قال: سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
يقول: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر وأخذ الشعر وكثرة الطروقة»

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «الطيب من أخلاق الأنبياء»

وعن العباس بن موسى قال سمعت أبي (عليه السلام) يقول: «العطر من سنن المرسلين»

وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ما أصيب من دنياكم إلا النساء والطيب»

وواضح أن الأمرين للتعليم والإرشاد، وإلا لم يكن الرسول (صلى الله عليه وآله) محتاجاً إلى النساء، فإن الدنيا وما فيها لا شيء عنده، ولا إلى الطيب لطيبه الذاتي.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ثلاث أعطيهن الأنبياء (عليهم السلام)، العطر والأزواج والسواك»

وعن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «حببت إليّ من الدنيا ثلاث: النساء والطيب، وجعلت قرّة عيني في الصلاة»[9].



من فوائد الطيب:

للطيب فوائد مذكورة في الروايات، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الطيب يشدّ القلب»

و ما رواه علي بن رئاب، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الريح الطيبة تشدّ القلب »


التطيب بالمسك :

التطيب بالمسك، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتطيب بالمسك حتى يرى وبيصه»

وعن الأشعري قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المسك، هل يجوز اشتمامه فقال: «إنا لنشمه»

وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «كان يرى وبيص المسك في مفرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) »


تطييب الشارب :

يستحب في الطيب أمور، منها: أن يجعل الطيب في شاربه.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الطيب في الشارب من أخلاق الأنبياء وكرامة للكاتبين»[20].

فلعل الملائكة على معنوياتهم وجلالة قدرهم وسمو مكانتهم يأنسون إلى الطيب، كما ورد في بعض الروايات بالنسبة إلى الملكين مما يرتبط بالماديات والمعنويات.

النساء والطيب:

يستحب الطيب للنساء، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه»


الطيب كل يوم:

أن لا يدع الإنسان الطيب في كل يوم، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم»

الطيب للخروج من المنزل:

يستحب للرجل إذا أراد الخروج من المنزل أن يتطيب، فعن الوشاء قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «كان لعلي بن الحسين (عليه السلام) أشبيدانة رصاص معلقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها وأخرج منها فتمسح به»

وعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (إني أعامل التجار فأتهيَّا للناس كراهة أن يروا بي خصاصة فاتخذ الغالية، فقال: «يا إسحاق إن القليل من الغالية يجزي وكثيرها سواء، من أخذ من الغالية قليلاً دائماً أجزأه ذلك»، قال إسحاق: وأنا أشتري منها في السنة بعشرة دراهم فأكتفي بها وريحها ثابت طول الدهر)

من التطيب المستحب :

الطيب أول النهار، ويستحب للصلاة، وبعد الوضوء، ولدخول المساجد،

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من تطيب أول النهار لم يزل عقله معه إلى الليل»

والظاهر أن المراد بذلك تقويته للعقل والإدراك، فان العقل قد يكون موهوباً وقد يكون مكتسباً.

الإنفاق في الطيب:

يستحب الإنفاق في الطيب، فعن إسحاق الطويل العطار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام»

وفي رواية مرفوعة قال (عليه السلام): «ما أنفقت في الطيب فليس بسرف»

وفي رواية قال الراوي: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ما تقول في المسك، فقال: «إن أبي أمر فعمل له مسك في بان بسبعمائة درهم، فكتب إليه الفضل ابن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلك، فكتب إليه: يا فضل أما علمت أن يوسف (عليه السلام) وهو نبي كان يلبس الديباج مزرّراً بالذهب، ويجلس على كراسي الذهب، ولم ينقص ذلك من حكمته شيئاً، قال: ثم أمر فعملت له غالية بأربعة آلاف درهم»

إهداء الطيب:

مسألة: يستحب إهداء الطيب وأن يقدمه الإنسان لغيره، فعن الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فاخرج إلي مخزنة فيها مسك وقال: «خذ من هذا»، فأخذت منه شيئاً فتمسحت به، فقال: «أصلح واجعل في لبتك منه»، قال: فأخذت منه قليلاً فجعلته في لبتي، فقال لي: «اصلح»، فأخذت منه أيضاً فمكث في يدي منه شيء صالح، فقال لي: «اجعل في لبتك ففعلت»

أقول: أي قال الإمام (عليه السلام) مرة ثانية ذلك حتى يكثر من الطيب في لبته

وفي رواية قال: (أخرج إليّ أبو الحسن (عليه السلام) مخزنة فيها مسك من عتيدة آبنوس فيها بيوت كلها مما يتخذها النساء)



كراهة رد الطيب:

يكره رد الطيب وكذلك سائر الكرامات.

ففي الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يرد الطيب، قال: «لا ينبغي له أن يرد الكرامة»

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بدهن وقد كان أدهن، فأدهن، فقال: إنا لا نرد الطيب»

أقول: يستفاد من آخر الحديث أن الدهن كان دهن طيب أو كان مطيّباً.


عن علي (عليه السلام) «إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان لا يرد الطيب والحلواء»

من مصاديق الطيب:

مسألة: الطيب واستحبابه يشمل كل ما يسمى عرفاً بالطيب.

أما ما ورد عن عبد الغفار قال: «سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الطيب المسك والعنبر والزعفران والعود»[، فالظاهر أنها بيان لبعض المصاديق وقد تكون أفضل، وإلا فالطيب يشمل كل الطيب، وتشمله الإطلاقات المتقدمة في سائر الروايات المذكورة وغيرها.
.

الطيب والطعام:

كما يستحب الطيب على اللباس والبدن، يستحب اصطباغ الطعام به.

عن علي بن جعفر في كتابه عن أخيه (عليه السلام) قال: سألته عن المسك والعنبر وغيره من الطيب يجعل في الطعام، قال: «لا بأس».

وفي رواية أخرى: وسألته عن المسك يصلح في الدهن، قال (عليه السلام): «إني لأصنعه في الدهن ولا بأس»

ويدل بالملاك على استحبابه في سائر الأطعمة، بل لعل الملاك يشمل الأشربة أيضاً في الجملة.

حرز للطيب:

يستحب للطيب كتابة بعض الأدعية والآيات الكريمة من القرآن الكريم، ففي رواية عن معمر بن خلاد قال: (أمرني أبو الحسن الرضا (عليه السلام) فعملت له دهنا فيه مسك وعنبر، وأمرني أن أكتب في قرطاس آية الكرسي وأم الكتاب والمعوذتين وقوارع من القرآن وأجعله بين الغلاف والقارورة، ففعلت ثم أتيته، فتغلف به وأنا أنظر إليه)

استحباب البخور و التجمير:

من المستحب البخور والتجمير.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ينبغي للمرء المسلم أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر»

وعن مرازم قال: دخلت مع أبي الحسن (عليه السلام) الحمام فلما خرج إلى المسلخ دعا بمجمرة فتجمر بها، ثم قال: «جمّروا مرازم»، قال: قلت: من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ، قال: «نعم».

وفي رواية عن الحسن بن الجهم قال: (خرج إليّ أبو الحسن (عليه السلام) فوجدت منه رائحة التجمير) [53].

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «إنما شفاء العين قراءة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي والبخور بالقسط والمرّ واللبان»

وفي رواية عن عذر ـ وهي اسم امرأة ـ قالت:

اشتُريت مع عدة من الجواري فحُملنا إلى المأمون، فوهبني للرضا (عليه السلام)، فسُئلت عن أحوال الرضا (عليه السلام) فقالت: ما أذكر منه إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي السنّي، ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا، وكان (عليه السلام) إذا صلى الغداة وكان يصليها في أول وقت، ثم يسجد فلا يرفع رأسه إلى أن ترتفع الشمس، ثم يقوم فيجلس للناس أو يركب، ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كائناً من كان، إنما يتكلم الناس قليلاً قليل.


ماء الورد :

مسألة: يستحب مسح الوجه بماء الورد، ففي الحديث عن أصحاب العصمة (سلام الله عليهم): «من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك اليوم بؤس ولا فقر».




من فوائد التدهين
:

يستحب الدعاء بالمأثور عند الدهان.

عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:(إذا أخذت الدهن على راحتك فقل: (اللهم إني أسألك الزين والزينة والمحبة، وأعوذ بك من الشين والشنآن والمقت) ثم أجعله على يافوخك، أبدأ بما بدأ الله به)

دهن البنفسج وفضله:

مسألة: يستحب الإدهان بالبنفسج، فإنه سيد الأدهان على ما في الروايات.

عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «البنفسج سيد أدهانكم»

وقال (عليه السلام): «ما يأتينا من ناحيتكم شيء أحب إلينا من البنفسج»

وعن محمد بن الفيض قال: ذكرت عند أبي عبد الله (عليه السلام) الادهان، فذكر البنفسج وفضله، فقال: «نعم الدهن البنفسج، ادهنوا به، فإن فضله على الأدهان كفضلنا على الناس»

وعنه (عليه السلام) قال: «مثل البنفسج في الأدهان مثلنا في الناس»

أقول: الظاهر أن أمثال هذه الألفاظ لبيان أصل الأفضلية لا المقدار كما هو واضح.

وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «مثل البنفسج في الدهن كمثل شيعتنا في الناس»

وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «عليكم بدهن البنفسج فان له فضلا على الادهان كفضلي على سائر الخلق»

وفي رواية: إن جعفر بن محمد (عليهما السلام) دعا بدهن فادهن به، وقال: «ادهن»، قلت: قد ادهنت، قال: «إنه البنفسج»، قلت: وما فضل البنفسج، فقال: «حدثني أبي عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضل البنفسج على الادهان كفضل الإسلام على سائر الأديان»

والبنفسج يدهن به كما أنه يشرب مطبوخاً كدواء. وكذلك يستعمل فتيته سعوطاً للجراح والحمى والصداع وغير ذلك، فانه من الأدوية العامة النافعة والمتداولة في العراق وإيران والهند وما أشبه من البلاد.

من خواص البنفسج:

في الحديث عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ادهنوا بالبنفسج فانه بارد في الصيف حارٌ في الشتاء»


في رواية قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه مهزم، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «ادع لنا الجارية تجئنا بدهن وكحل»، فدعوت بها، فجاءت بقارورة بنفسج وكان يوماً شديد البرد، فصبّ مهزم في راحته منها، ثم قال: جعلت فداك هذا بنفسج وهذا البرد الشديد، فقال: «وما باله يا مهزم» فقال: إن متطببينا بالكوفة يزعمون أن البنفسج بارد، فقال: «هو بارد في الصيف لين، حار في الشتاء»

ولا يخفى أن الهواء والأرض والشرائط وما أشبه تؤثر في القوة والضعف، وهكذا الحرارة والبرودة كما هو مخصوص بالجملة ومذكور في الطب.


الأدهان الأخرى:

الدهان بدهن الزنبق والسعوط به، وكذلك السعوط بدهن السمسم، مضافاً إلى أدهان أخرى وردت في الروايات، كدهن الخيري والبان وغيرها، فذكرتها دواءً، وتفصيل الكلام حولها في الطب.

فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «إنه ليس شيء خيراً للجسد من دهن الزنبق يعني الرازقي»


وفي رواية عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ليس شيء خيراً للجسد من الرازقي»، قلت: وما الرازقي، قال: «الزنبق»


وعن الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ليس شيء من الادهان أنفع للجسد من دهن الزنبق، إن فيه لمنافع كثيرة وشفاءً من سبعين داء»

وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «عليكم بالكيس تدهنوا به، فان فيه شفاء من سبعين داء»، قلنا: يا ابن رسول الله وما الكيس؟ قال: «الزنبق، يعني الرازقي»



شم الريحان:

: يستحب إذا شم الإنسان الريحان أن يضعه على عينيه، كما أنه يكره رده ممن يقدّمه له.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا أتي أحدكم بريحان فليشمه وليضعه على عينيه فانه من الجنة»


وعن يونس قال (عليه السلام): (دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وفي يده مخضبة فيها ريحان)

والظاهر أن الريحان هي الأوراق الرطبة العطرة.

وفي رواية هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) فجاء صبي من صبيانه فناوله وردة فقبّلها ووضعها على عينيه، ثم ناولنيها قال: «يا أبا هاشم من تناول وردة أو ريحانة فقبّلها ووضعها على عينيه ثم صلّى على محمد وآل محمد الأئمة كتب الله له الحسنات مثل رمل عالج ومحا عنه من السيئات مثل ذلك»
و (عالج) صحراء بذلك اليوم معروف.


وعن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال:
«حباني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالورد بكلتا يديه فلما أدنيته إلى أنفي قال:
أما إنه سيد ريحان الجنة بعد الآس»

0 التعليقات:

إرسال تعليق